lunes, 18 de septiembre de 2017

النميمة

0 comentarios
ما هي النميمة وحدودها :

      الذي يتبارد من النميمة وهو الظاهر من إطلاقاتها عرفاً أنها مخصوص بنقل الحديث بين طرفين ليوقع بينهما الفتنة أو الوحشة بشرط أن يكون الحديث فيه ذكر سوء من المنقول عنه في حق المنقول إليه.

ولا يشترط أن يكون نقل الحديث بالكلام، بل يتحقق بأيّ دالٍ من تلفّظ أو كتابة أو إشارة أو إيماء أو رمز أو غيرها.
·        وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، وسواء كان المنقول عن الأعمال أو من الأقوال. وسواء كان ذلك عيبا ونقصا في المنقول عنه أو لم يكن، بل حقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.

 بل كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره فينبغي أن يسكت عنه إلاّ ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع معصية


أحياناً رسالة، أحياناً اتصال هاتفي يلغي زواجاً، أحياناً رسالة مجهولة التوقيع تفسخ خطبة، أو بالرمز، أو بالإيماء، ما فعل شيئاً لكن حرك بدلته، هذه نميمة، إما بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، الآن نقلت إما أعمالاً أو أقوالاً، فلان فعل كذا غيّر مفتاح البيت، لأنه يخاف منك، هذا ما قال شيئاً سوى أنه غيّر المفتاح.

    -  ما الفرق بين الغيبة والنميمة ؟

    إن كان ما ينم به نقصا وعيبا في المحكي عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة.

وبهذا يتضح أنّ النميمة نقل كلام النّاس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وكشف السر وهتك الستر.

والبهتان على البريء أثقل من السموات وويلٌ لمن سعى بوشاية بريء عند صاحب سلطان ونحوه، فصدقه، فربما جنى على بريء بأمر يسوءه وهو منه براء.
حكم النميمة :

     فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب. 

    فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك. 

اختلاف حكم النميمة باختلاف المصلحة والمفسدة
فقد تكون النميمة الواجبة:

وهي التي تكون للتحذير من شرٍّ واقع على إنسان ما، فيُخبر بذلك الشر ليحذره.
-  وقال ابن الملقن وهو يتحدث عن النَّمِيمَة: (أمَّا إذا كان فعلها نصيحة في ترك مفسدة أو دفع ضرر، وإيصال خير   يتعلق بالغير لم تكن محرمة ولا مكروهة، بل قد تكون واجبة أو مستحبة)     .
-  قال النووي: (وهذا كله إذا لم يكن في النقل مصلحة شرعية، وإلا فهي مستحبة، أو واجبة، كمن اطلع من شخص أنه يريد أن يؤذي شخصًا ظلمًا فحذَّره منه)    .

  وقد تكون النميمة  المباحة:
   - قال ابن كثير وهو يتحدث عن النَّمِيمَة: (فأمَّا إذا كانت على وجه الإصلاح بين النَّاس وائتلاف كلمة المسلمين، كما جاء   في الحديث: ((ليس بالكذاب من يَنمَّ خيرًا)) 
أو يكون على وجه التخذيل والتفريق بين جموع الكفرة، فهذا أمر مطلوب، كما جاء في الحديث: ((الحرب خدعة))  ، وكما فعل نعيم بن مسعود في تفريقه بين كلمة الأحزاب وبين قريظة، وجاء إلى هؤلاء فنمى إليهم عن هؤلاء كلامًا، ونقل من هؤلاء إلى أولئك شيئًا آخر، ثم لأم بين ذلك، فتناكرت النفوس وافترقت، وإنَّما يحذو على مثل هذا الذَّكاء والبصيرة النافذة)  .
   قال النَّووي: (فلو دعت إلى النَّمِيمَة حاجةٌ فلا منع منها، كما إذا أخبره أنَّ إنسانًا يريد الفتك به أو بأهله أو بماله، أو أخبر الإمام أو من له ولايةٌ بأنَّ فلانًا يسعى بما فيه مفسدةٌ، ويجب على المتولِّي الكشف عن ذلك)  .
 -  وقسَّم النَّبي صلى الله عليه وسلم قسمةً، فقال رجلٌ من الأنصار: والله ما أراد محمدٌ بهذا وجه الله، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فتمعَّر وجهه، وقال: ((رحم الله موسى، لقد أُوذي بأكثر من هذا فصبر))  .
  قال ابن بطَّال: (في هذا الحديث من الفقه أنَّه يجوز للرجل أن يخبر أهل الفضل والستر من إخوانه بما يقال فيهم مما لا يليق بهم؛ ليعرفهم بذلك من يؤذيهم من الناس وينقصهم، ولا حرج عليه في مقابلته بذلك وتبليغه له. وليس ذلك من باب النَّمِيمَة؛ لأنَّ ابن مسعود حين أخبر النَّبي عليه السلام بقول الأنصاري فيه وتجويره له في القسمة، لم يقل له: أتيت بما لا يجوز، ونممت الأنصاري، والنَّمِيمَة حرام، بل رضي ذلك عليه السلام، وجاوبه عليه بقوله: ((يرحم الله موسى، لقد أُوذي بأكثر من هذا فصبر))  (8) ، وإنَّما جاز لابن مسعود نقل ذلك إلى النَّبي عليه السلام؛ لأنَّ الأنصاري في تجويره للنَّبي عليه السلام استباح إثمًا عظيمًا، وركب جرمًا جسيمًا، فلم يكن لحديثه حرمة، ولم يكن نقله من باب النَّمِيمَة)  (9) .

النميمة معفو عنها إذا كان في حكاية هذا الكلام فائدةٌ لمسلم، أو دفع لمعصية، الموضوع خطير موضوع زواج، لو فرضنا رجلاً قال: أنا سوف أتزوجها شهرين فقط وعندما أسافر سوف أطلقها، والجماعة صدقوه وهذا تصريح رسمي، وهذا الزواج المؤقت زواج زنا، إذا كان سيحدث ضرراً كبيراً بمسلم فأنت عندئذ لست نماماً إذا فيه فائدة لمسلم.
مثلاً شراكة، أحد الشريكين تكلم بإنسان لا يتوقع أن يصل الكلام للشريك الثاني، أنا بعد أن آخذ المصلحة منه سأضعه خارج المحل، لأن المحل باسمي وليس باسمه، هذا نمام صار؟ إذا الكلام وصلّه مراعاة لهذا المسلم البريء الطاهر صار موضوعاً ثانياً، ولكن أنا أفضل الإنسان لا يستعمل الرخص، لأن الرخص أحياناً تكون غير واضحة، وأحياناً أخرى تكون الرخص فيها شبهة، فأنت خذ الأحوط.
لو فرضنا رجلاً يخفي مال مورث، خمسة أولاد وأحد الأولاد حمل كيساً أسود ممتلئاً بالنقود وأخفاه أثناء الوفاة، أنت شاهدته ويوجد خمسة أخوة في البيت هذه موضوع فيه أكل حقوق وفيه ظلم.
إذاً الاستثناء ما كان في حكاية الشيء فائدة لمسلم أو دفع لمعصية ،طبعاً الغلول أن تأخذ المال كله هذا غلول، وهذه معصية كبيرة جداً، يقول الإمام الغزالي في الإحياء: "إن الباعث على النميمة أحياناً أن تريد السوء للمحكي عنه أو أن تظهر الحب للمحكي له"، إما أن تريد السوء لمن نقلت عنه، أو أن تريد الخير لمن نقلت إليه، أو أن تتسلى بالوقيعة بين الاثنين، هذا عمل شيطاني يبتغى به وجه الشيطان، إما أن تريد أن تسيء لمن نقلت عنه، وإما أن تريد أن تظهر حبك لمن نقلت إليه، أو أن تريد أن ترى بأم عينك ما يجري بينهما وكيف تنفصم هذه العلاقة.

ما هو عمل النمام ودوره :
    هو عبارة عن رادار اجتماعي :
بهذا الرادار الاجتماعي الذي يرصد حركات الناس، ويعدُّ عليهم أنفاسهم حد التدخل في الخصوصيات. وتتجاوز ذلك أحيانا إلى حد الوصاية على الآخرين. فنحن إزاء فضول سلبي أحد منتجاته الرئيسة النميمة. ومن التعريفات الطريفة لهذا المُنتَج عبارة الموسيقار البريطاني جورج هاريسون: «النميمة راديو الشيطان».
·        لذلك يكثر هذا النوع في المجتمعات الصغرى (القرى) التي يسود فيها التحجر على العادات والتقاليد والوصاية عليها وما دام الناس كلهم يعرفون بعضهم البعض فكلهم تحت عرضة المتابعة وتسلط اللسان ...
وقد ينصبُّ التطفل على حياة وخصوصيات من هم خارج جاذبية العادات والتقاليد السائدة. مثل هذا التفرّد أو التميز مغاير لتفكير العامة وصادم لعقلياتهم. وحين تكون شخصا مختلفا فتوقَّع أن تُنسجَ حولك حكاياتٍ لا وجود لها إلا في خيال مؤلفيها.
النميمة وكثرة القيل والقال في النساء أكثر من الرجال :

-         قصة نسوة يوسف تلخص حال نسوة كثير من نساء اليوم ومجالسهن.
  - قال تعالى : (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا)، أوال أن الخبر انتشر بين نساء المدينة، فعندما تنتشر القيل والقال ينتشر الخبر في كل مكان، لذلك خبر واحد أو تشهير بعرض مسلمة يصير خبرها في
الآفاق...
   فأخذوا يتحدثون عنها ماذا كانت تفعل وكيف كانت تغلق األبواب ويتحدثون عن جمال يوسف وكيف تريد أن تسيطر عليه ولماذا هو يمتنع، حديث تافه ليس له فائدة، إنما يثير الغرائز فقط،
    فقال تعالى: (فأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن).
-         فإن المجتمع النمام والكثير الكلام لا ينتهي ولا يتوقف حتى يشبع نهمه ويواجه الحقيقة.

        * وقال تعالى حينما تحدث عن أبي لهب:﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ *سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ سورة المسد: أي كانت أم جميل تمشي بالنميمة وكأنها تحمل حطباً يحرق الناس،
 - وقال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ سورة التحريم:  قيل كانت امرأة لوط تخبر بالضيفين، وامرأة نوح تخبر أنه مجنون.
·        وربما من هذا نستنتج ان اكثر أهل النار من النساء
- فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ . رواه البخاري 3241 ومسلم 2737 .

·        لكن صناعة القيل والقال ليست حكرا على السيدات وحدهن، ومن الرجال أيضا من يعمل في ورشة القيل والقال بهمة ونشاط، ولسان حاله يقول:
دعْ عنك لومي ودعْ عنكَ العراقيلا     واقْصرْ فإني فتى يهوى الأقاويلا
أحشُّ زيداً وعَمْراً في غيابهما      وأعشق القالَ والقلقالَ والقيلا
               وأستطيبُ أحاديثاً ملفَّقـةً      كم نملةٍ، في فمي، قد أصبحتْ فيلا»!

صفات النمام وأخلاقه :
1.     النمام شر الخلق :

(حديث مرفوع) ... عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ " قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ , الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ ".


    -  في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب". 

    -  وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  »ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة

2.     النمام هو إنسان ذو وجهين

 يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه(( 

فالمسلم الصادق أيها الإخوة: له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل. 

   -  وقال عليه الصلاة والسلام: «تجدون من شر عباد الله يوم القيامة: ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء بحديث».

  -   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تجدون الناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه [1] [

    -   قال صلى الله عليه وسلم: «من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانا من نار يوم القيامة».


3.     جماع أخلاقه في سورة القلم :

                  *  قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11) 


    -  الأولى:   أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس. 

   -  الثانية:  أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق  بالمرء ولو كان ذا مال وجاه. 

   -  الثالثة:  أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء. 

الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه. 

  -  الخامسة:   أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره. 

  -  السادس:   أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً. 

  -  السابعة:  أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم. 

  -  الثامنة:  أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة. 

  -  التاسعة:  أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد. 

           *  قال الحافظ: 10/472  وجه الجمع بين الخَصلتين أن البرزخ مُقدمة الآخرة وأول ما يُقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ومن حقوق العباد الدماء. ومفتاح الصلاة التطهر من الخَبَث ومفتاح الدماء الغيبة والسعي بين الناس بالنميمة بنشر الفتن التي يُسفك بسببها الدماء. 

    -   كان سليمان بن عبدالملك جالسا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنّك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إنّ الذي أخبرني صادق. فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقا. فقال سليمان: صدقت قم، ثم قال للرجل: اذهب بسلام.

ما هي الاسباب الموقعة في النميمة :
·        لذة الكلام وعدم إدراك عواقبه :
     -  ومن الأسباب أيضاً، ان بعض الناس يحب ان يتكلم دون وعي ويشعر بلذة في الكلام في المهم من القضايا والأمور، وفي غير المهم، فيكون كثير اللغو، فيسقط من لسانه بعض الأمور التي يكون فيها سموم لا يتنبه إليها.
   -   لأن فاكهة المجالس القيل والقال، وحديث السهرات القيل والقال.
من أقوى التحديات التي يواجهها المؤمن هي كيفية السيطرة على الكلام وترويض اللسان. إن الكلام هو وسيلة تؤدي إما إلى نتائج إيجابية أو إلى نتائج سلبية اعتمادا على كيفية استخدامك له.
نعيش اليوم في عالم يعشق الكلام وتنهال عليه المعلومات من كل جهة. التلفزيون، الراديو، الجرائد، الكتب، والشبكة الدولية (الإنترنت) جميعها يغمرنا بكميات هائلة من المعلومات التي يستحيل استيعابها. ولكن بالرغم من وفرة الكلمات والمعلومات، هل يتم التفاهم والتواصل الحقيقيين بين الناس؟ إن كل كلمات العالم لن تعني شيئا إذا لم يكن هنالك تفاهم وتواصل. فبدون تفاهم فعَّال وتواصل جيد لن نحصل على شيء سوى كلمات،
  الكلام له قوة كبيرة. قوة للبناء، وقوة للهدم، وبالرغم من ذلك نستخدمه بكل استخفاف واستهتار. كما وأننا نتفوَّه "بأكاذيب بيضاء"، هذا هو المصطلح الذي نطلقه على الكلام الذي لا نريد من خلاله الضرر، إلا أن عواقب أكاذيبنا البيضاء، سوداء وقاتمة.
- ومن وصايا رسول الله – صلّى الله عليه وآله - :
يا أبا ذر : إن الله عز وجل عند لسان كل قائل ، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول .
يا أبا ذر : اترك فضول الكلام وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك .
يا أبا ذر : كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع .
يا أبا ذر : ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان . (مكارم الأخلاق : 467)

   قد تبدو النميمة أمرا مسليا وممتعا بالنسبة لنا، فهي مجرد وسيلة لتمضية الوقت، لكن عواقب تلك التسلية وخيمة تضر بضحاياها على مدى سنين لاحقة.
بين النميمة والقيل والقال :

  - أخرج البخاري :  كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله كره لكم ثلاثاً, قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال . (صحيح البخاري 2 : 131) .

·        القيل والقال الإيجابي :
لا يمكن تصور جماعة إنسانية تخلو من أفراد هوايتهم سرد حكايات عن الآخرين، بعضها حقيقى وبعضها من صنع خيالهم. ولا يبدو أن الجماعة، سواء كانت جماعة عمل أم جيران سكن أم رفاق رحلة، تستاء من وجود شخص فيها يمتلك هذه الموهبة ويجيد استخدامها، بل على العكس أغلب أعضاء الجماعة يعتبرونه عضوا مرغوبا فيه لأنه يرفه عنهم ويشبع فضولهم لمعرفة ما يفعله الآخرون فى الجماعة نفسها أو فى جماعات أخرى.
أكدت الدراسة ذاتها أن القيل والقال تقوم منذ القدم بوظائف اجتماعية مهمة مثل التقريب بين الناس عن طريق تعريفهم ببعضهم البعض ومثل التخفيف من شعورهم بالوحدة أو الملل. نعرف أيضا أن القيل والقال تقلل من فرص الوقوع فى حبائل الإحباط واليأس لأنها تكشف عن معاناة الآخرين.
     تقول سارة تشرشل الأستاذة بجامعة إست انجليا إن القيل والقال الإيجابى أمر رائع على عكس النميمة. فالنميمة قتلت مارى أنطوانيت وأسقطت رتشارد نيكسون وأذلت بيل كلينتون.
   *  وفي الوقت الراهن : تغير الكثير وتباعدت فرص التقاء الأصدقاء وتوقع الكثيرون أن يختفى القيل والقال أو يضعف الاهتمام به. غاب عن البال أن الهاتف النقال حل محل المشربيات والشرفات و«بسطة السلالم» كوسائل تقليدية لممارسة هذه الهواية. ولن يمضى وقت طويل حتى يخرج علينا الباحثون بدراسة تناقش تأثير وسائل الاتصال الإلكترونى المتنوعة على ممارسة هذه الهواية المفيدة.

كثرة القيل والقال والضوضاء والتلوث السمعي :

العالم من حولنا مليء بضوضاء القيل والقال, مئات القنوات الفضائية, وأمثالها من الإذاعات , ناهيك عن الجرائد والمجلات والكتب, بشتى مجالاتها وأصنافها ومستوياتها, مضافاً إلى المنتديات والمجالس والمحافل .
هي ضوضاء اختلط فيها الحابل والنابل, والمفيد بالمضر والترهات والسخافات. ومن اشتغل بالفضول فاته المأمول , ومن اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه .
وكلنا يعلم أن الضوضاء تمنع الإنسان من سماع صوت الحق, فهو ما دام داخل زوبعة القيل والقال لا يمكنه أن يسمع صوت الحق, ولا يميزه, بل يفقد قدرته على التركيز والاستيعاب . لذا ورد النهي عن كثرة القيل والقال , وورد الحث الأكيد على أن يخلو الإنسان بنفسه , لا سيما في أوقات الأسحار – حيث تقل الضوضاء – فيتأمل ويتفكر ويستمع إلى صوت الفطرة الصافي , ويتلو كلام الله تعالى ويناجي ربه , كل ذلك بعيداً عن الصخب والضوضاء , قال الله تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران : 191]

فالنميمة هى قيل وقال مضافا إليها حكم أو درس أخلاقى. أي (القيل والقال بشكل سلبي) .

·        الحسد والبغض ومرض النفوس
   هناك من الناس من لا يروق لهم ان يروا اثنين متحابين في الله، فيعمل ما بوسعه لكي يسيء ويخرب هذه العلاقة، وإذا أحسّ انه غير مرغوب فيه من قبل طرف من الأطراف يحاول أن يؤذية بشتى الوسائل ويحاول أن يقطع علاقاته مع من يحب.
وقد تدخل النميمة في باب مضايقة المؤمن وإدخال الكرب على قلبه.
فالمؤمن يخاف على شخصيته وسمعته من ان تصاب بالخلل في المجتمع، وهذا ما يدعونه بـ (القتل المعنوي)..
فالأساس بين المؤمنين الأخوة والرفقة الطيبة، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات: من الآية 10]. وقد حرم تعالى على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [سورة المائدة: 91].
وامتن سبحانه وتعالى على عباده بالتآلف بين قلوبهم فقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [سورة آل عمران: من الآية 103]. وقال: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [سورة الأنفال: 62-63].

·        الخصومات والتعصبات تؤجج هذا السلوك :
    -  فقد ينقل الكلام على إحساس بأنه مظلوم من قبل الذي نقل عنه الكلام، فيحاول أن يوقع به ويدمر علاقاته مع من يحب مستعيناً بالآية (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) وما هذا إلا شرك شيطان وكلمة حق يراد بها باطل، فمن أين اتى بهذا اليقين انه فعلاً قد ظلمه وقال ما قال؟ إذ قد يكون كل هذا وهم وخيال.
       إن يسـمعوا سُبَّةً طاروا بها فرحًا** ** منّـي وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا
صمٌّ إذا ًسَمعوا خيرًا ما ذُكرتُ به ** ** وإنْ ذُكرتُ بسوءٍ عندهم أذنوا
    إنْ يعلموا الخير أخفوه ،وإن علموا ** ** شرّا أذاعوا ، وإن لم يعلموا كذبوا
     -  وهناك أناس متخصصون في نقل الحديث والأقوال على سبيل (لا إله)، فقد يتكلم شخص في ظرف وسياق خالٍ عن المراد الجدي الذي نقله النمام، كأن يكون في حالة مزاح مثلاً او كلام عابر ليس فيه مفسدة او منقصة، وإذا به يُنقل بشكل عدواني، والنميمة لا تقتصر فقط على نقل الألفاظ او الكلام المقال فعلاً بل يدخل فيها حتى الكلام المخترع.
أي ان النمام أحيانا يخلق من عنده الكلام ويزوقه ثم يقوم بتخريب العلاقات،وقد تدخل النميمة في باب هتك الستر وافشاءه، لأن هذا المؤمن الذي شعر بالأمان بصاحبه ونقل له ما يشعر به من أمر ، ويشتكي وهو واثق به وإذا بذلك الصاحب يفشي هذا السر ويهتك الستر ويطعن الأمان.
-  روى عنه (صلى الله وعليه وآله): (إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي إمانة).

·        القيل والقال والنميمة مرتبط بحب الظهور:

فمن يكثر من القيل والقال يحب أن يظهر على أنه قادر على تقييم الآخرين وتشخيص عللهم ، وذلك بكثرة الحديث عن أخطاء الآخرين..

-         ألا ترون أنه إذا تحدث الشيخ على التلفاز أو في خطبة الجمعة كالما في قمة الروعة، فيخرج أحدهم في مجلس من المجالس ويقول: أرأيت الخطأ الذي أخطأه الشيخ الفلاني ؟ وهذا الخطأ يتحول إلى حديث المجلس، ترك كل البياض الذي سمعه ورّكز في هذه النقطة، لماذا؟ ألنه يريد أن يبين أنني أنا أفهم من فالن وأنا أستطيع أن أبين أخطاء فالن، إذن هذا نقص في نفسه  وهو أيضا من الرياء وحب الظهور والتصّدر وهذا أمر خطير أيها اإلخوة يفسد العمل...

·        التدخل في شؤون الناس والوصاية عليهم :

  *   وبعض الناس وضع نفسه في مرحلة التفويض الالهي واصبح يصدر احكاما واحيانا صكوك غفران كما يمليه عليه ضميره الصنمي الملوث ، وساهم بتخلفه بتدمير النسيج الاجتماعي ...
   -  قال عليه الصالة والسلام : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، قال علماؤنا: هذا الحديث من أعظم وأهم أحاديث الإسلام .  وقال ابن رجب: أكثر الناس ذنوبا أكثرهم حديثا فيما ال يعنيه.

·        محاولة تغطية نقصنا أخطائنا وإبعاد التهمة عنا بذكر مساوئ الآخرين :

-   قال علماء النفس: من يكثر من هذا الامر أي الحديث عن أخطاء الغير فهذا يدل أنه يعوض عن نقص عنده ومشاكل عنده، يعوض عنها بالحديث عن أخطاء الأخرين، ويغطي على أخطائه.

نحن شعوب تبحث في التسلية في المحرمات التي لانستطيع مناقشتها  بوضوح , فمعنى هذى اننا نبحث عن الخلل في حياة الاخرين لكي نبررلانفسنا خللا ما في حياتنا .

خطر النميمة وشؤمها :

  كيف أن قطرات من حمض يمكن أن تفسد كميات كبيرة من اللبن أو الحليب، كيف أن نقاطاً من النفط يمكن أن تفسد كميات كبيرة من أفضل أنواع الأغذية، كذلك النميمة يمكن أن تفسد مجتمعاً بأكمله، والواحد أحياناً يقول لك: أنا لا أفعل الكبائر، لم أكذب ولم أسرق، ولم ولم... لكنه كان ينقل كلاماً من إنسان لإنسان فإذا بهذا العمل يوجب له النار.
النميمة أخطر من عمل الشيطان :

  -   قال يحيى بن أكثم: "النمام شر من الساحر، ويعمل النمام في ساعة مالا يعمل الساحر في سنة".

  -  ويقال: "عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن الشيطان، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة".

  -   روي عن حماد بن سلمة أنّه قال: باع رجل غلاما فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلاّ أنه نمام فاستخفه المشتري، فاشتراه على ذلك العيب، فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك تخادنت (يعني اتخذت خليلًا) وهي قاتلتك، أتريد أن يتبين لك ذلك؟ قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل فجاءت امرأته بموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنّها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، فجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : "هذه القضية وهي قضية القيل والقال من أكثر القضايا التي توقع في الفتن وتبعد عن الحق وتنافر القلوب"، كم من فتنة وقعت بسبب القيل والقال؟ كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى، كم من مشكلة بينك وبين زوجتك أو بينك وبين خطيبتك بسبب القيل والقال كم من فتنة وقعت في المساجد بسبب خطأ بسيط بسبب خطأ إمام خطأ خطيب، يخرج البعض من المصلين يتحدثون عن هذا الخطيب، أخذوا الأجر ثم خرجوا من المسجد وتخلصوا من األجر تماما.
 -  أحد العلماء يقول: "الذي يغتاب وينم كالذي يحمل مدفعا، قالو: كيف؟ قال: يقذف بحسناته هاهنا وها هنا وها هنا".
     * قال الإمام الذهبي: " ِذكر الناس داء وِذكر الله دواء"، انشغل بذكر هللا عز وجل، انشغل بذكر مفيد بدل أن تنشغل بفالن وعالن، انشغل بكالم مفيد، انشغل بفقه الخطبة، ماذا استفدت من الخطبة؟ هل تطِّبق حديثا واحدا من الخطبة؟  
بدلا من أن تشتغل بالأخطاء وتنشغل بالتقييم والتحليل , ما فائدة ذلك؟ لم تصل شيئا ولم تفعل شيئا، إذن ذكر الناس
داء وذكر الله دواء، فلماذا تنشغل بالداء عن الدواء؟
-  قيل إلبراهيم بن أدهم:" بعض الناس يتعلم العلوم، علم النحو والصرف وعلم العقيدة وعلم الحديث وإلى غير ذلك من العلوم، فسكت، ثم لما انتهوا قال: فالن إلى أن يتعلم الصمت أحوج".

النميمة تفرق الأحباب وتخلق العداوات :

   - زار بعض السلف أخوة فنم له عن صديقه. فقال له: يا أخي أطلت الغيبة وجئتني بثلاث جنايات : بغضت إليّ أخي، وشغلت قلبي بسببه، واتهمت نفسك الأمينة.
 النميمة من الذنوب القذرة التي دمرت المجتمعات ولا زال هو المرض الخبيث الذي ينخر جسد جميع العلاقات.
·        فكم من علاقة زوجية ذهبت إدراج الرياح، وكم من صداقة وأخوة أصبحت صريعة هذا السرطان القاتل. 
     -  قال رجل لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: (يا أمير المؤمنين، احذر قاتل الثَّلاثة، قال: ويلك، من قاتل الثَّلاثة؟ قال: الرَّجل يأتي الإمام بالحديث الكذب، فيقتل الإمام ذلك الرَّجل بحديث هذا الكذَّاب، ليكون قد قتل نفسه، وصاحبه، وإمامه).
- وعن عطاء بن السَّائب، قال: قدمت من مكَّة، فلقيني الشَّعبيُّ، فقال: يا أبا زيدٍ! أطرفنا ممَّا سمعت بمكَّة، فقلت: سمعت عبد الرَّحمن بن سابطٍ يقول: لا يسكن مكَّة سافك دمٍ، ولا آكل ربًا، ولا مشَّاءٍ بنميمةٍ، فعجبت منه حين عدل النَّمِيمَة بسفك الدَّم وأكل الرِّبا، فقال الشَّعبيُّ: وما يعجبك من هذا؟! وهل يسفك الدَّم وتركب العظائم إلَّا بالنَّمِيمَة؟
- - وقال ابن حزم: (وما في جميع الناس شرٌّ من الوشاة، وهم النَّمَّامون، وإنَّ النَّمِيمَة لطبع يدلُّ على نتن الأصل، ورداءة الفرع، وفساد الطبع، وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب؛ والنَّمِيمَة فرع من فروع الكذب، ونوع من أنواعه، وكلُّ نمام كذاب)
النميمة سبب في ضياع الحقوق وفساد المصالح :

 -   رفع بعض السعاة إلى الصاحب بن عباد رقعة نبه فيها على مال يتيم يحمله على أخذه لكثرته، فوقع على ظهرها: السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة، فإن كنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أفضل من الربح، ومعاذ الله أن نقبل مهتوكًا في مستور، ولولا أنّك في خفار شيبتك لقابلناك بما يقتضيه فعلك في مثلك، فتوق العيب فإن الله أعلم بالغيب، الميت رحمه الله، واليتيم صبره الله، والمال ثمره الله، والساعي لعنه الله.

     -  الصاحب بن عباد من أمراء الأندلس في مجلسه إذا دخل عليه حاجبه يحمل رقعة من رجل واقف بالباب فقرأها الصاحب بن عباد فإذا فيها كلام طويل يطلب كاتبه من الأمير أن يأخذ مالاً من يتيم ضعيف ، فقد تركه أبوه في ميدان الحياة فريداً وحيداً وترك له أموالاً وبساتين فإن شاء الأمير وضع يده عليها فليس هنالك من يقاومه . فوقع الأمير على تلك الرقعة بهذه الكلمات الخالدة : إن النميمة قبيحة وإن كانت نصيحة صحيحة ، أما الميت فرحمه الله وأما اليتيم فجبره الله . وأما المال فثمره الله ، وأما النمام الساعي فلعنه الله .

النميمة تخلق حالة من الوسواس وسوء الظن الباعث على التجسس

فقد ثبُت علمياً أن الإكثار من الظن بالآخرين وبخاصة المقريبن مثل ظن الزوج بالزوجة أو العكس، إنما يؤدي إلى الكثير من الوساوس التي تصبح مزمنة يصعب التخلص منها.
  و الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتجنب الظن السيء والنميمة والغيبة والتجسس وغير ذلك من العادات القبيحة، يقول تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.. [الحجرات: 12]، إنها آية عظيمة شبه الله فيها من يتكلم على غيره بكلام يكرهه فكأنما أكل لحمه وهو ميت!

كثرة النميمة تزعزع قيم المجتمع وتفقد الناس الثقة في أنفسهم :

لأنه كلما كانت أحوال الناس عرضة لبعضهم البعض كلما كان همهم إرضاء الناس حتى لا يسوء ذكرهم . لذلك تجد الكثير من الناس كل همه هو ما يقول الناس عنه ورأيهم فيه ، ومحاولة تحسين صورته الشكلية أو العلمية أو الدينية ...
o       وهذا سبب ما نحن فيه من النفاق الاجتماعي .
o       وسبب ما نحن فيه من التفاخر الفارغ والغرور الزاءف.
o       وهذا سبب ما نحن فيه من الرياء وفلة الاخلاص لأن كل همنا إرضاء الناس .
o       وسبب ما نحن فيه من الاحباط كذلك والخذلان (لأن كلام الناس أفشلنا) .
ارهقــت كـــاهــلــنا ، وخلقت فينا  الوســـاوس والــخــوف مـــن الــــذات بمـــعنـــى فـــقـــدان الــثقـــة وبالـــتالــي التـــــردد.
-  فالتـــلمــيذ صـــار يـــرفـــرف فـــي الافــق ملـــوحا بــراية الاستـــسلام ، كيـــف لا وقـــد سمــع ان نتــائجه الفصلـية لا تفرح ،لكـــن قـــبل صــــدورهـــا!.
-  والـــمقــــاول ألــــغى اكـــبر صفـــقاته لأن العـــمارة انـهارت لكن عن طريق القيل والقال فهو لم يشـــرع حــتـــى في بــــناءها .
-  والطـــبيـــب فـــقــد انـــسانـــيته وخـــبرتـــه فـــلــم يـــعـــد يــقــدر علـى معلجة فرخ او اوزة! لان القـــيل والقـــال مرغــة سمــعتــه بالــتــراب
لأن الناس في الأخير كل همهم ذكر هذا وهذا وذاك ...


النميمة اليوم في عالم السياسة والاعلام والتربية :

    وبيـــن هــــذا وذاك نــــلتــــمس نــــوع خـــاص مــــن القيـــل والـــقال ، ليـــس بـــين الاصــدقاء وليس بين الاهل ، وانما بين الكـــيـــان الاجـــتماعـــي حـــكومـــات وســلطات وادارات ومـــؤســســـات وأُســـر...  كــكل  ، مـــن الــوزيــر إلى الغفير فهذا النـــوع وحـــشـــي ، لا يـــرحــم ولا يُــروض ! انـــها أقــــاويل الصــــحافة ، فالانـــبــــاء والاخبـــار والتعـــليقات والتحلــيلات يا ليتـــها كانـــت مجـــرد كتــــابـــات وتــجمـــيــع للــمعلـــومــات ، لـكنــها تجــاوزت الحروف لتبلغ الانوف وتسحق الالُوف ، فكـــم مـــن شخـــص راح ضــــحية اشاعــــة ! وكـــم من حـــرب اهلـــية اشـــتعلت وأُوقـــدت عــن طريــق القيـــل والقـال وما يـــبثـــه الخـــبــر والــمقـــال فـــي صحـــافـــتنا المــوقرة ، وكم من صحفـــي في ذاته صار غبار لانـــه قيل عنـه ! وقال عن !.

      فقد ابتعدت الصحافة عن كونــها وسيـلة اعلامية اتصالية تربــط ثقـــافـــات الــناس تــنشــر اخــبارهــم ، تفـــيــدهم وتعــطيهم اسلاك للربط الى مقاص لقــطع العلاقات وتحطيم الصداقات وتــدمــير الحــــكومـات والسيـاسات فلـــم تعـــد سلـــطة رابـــعة ولا خـــامـــسة بـــل آفـــة وقاصمة.

    والغريب في الامر ان القيل والقال نـــراها مــــزخـــرفــة فـــي اولـــى الصـــفحات وبـــأدق العـــبارات والقارئ يتلهف ويعشق فطـريا هذه النطرات والهفوات حبا في خلـــق الــفـــراغــات واثـــارة البلبـــلات لـــذا قلــت ان الحل في الاســـتهلاك وبالضـــبط في قرائنا الكرام . فلنــضـــع ضـــوابـط لاطــــلاعنـــا ومعايـــير لامتصــاصنا حتــى لا نكون منشفة او اسفنجة ترتوي حتى الشبـع ! فليس كل مهو اخـــضــر عـــشـــب ولـــيس كـــل مــن يــكشـــر عـــن اسنـــانـــه مــبـــتســــم ، فاحـــذروا صحــــافة السُـــم فـــي الـــعســــل.

   إن ما يؤسف له أن هذه العادة السيئة لها حضورها المقلق في المؤسسات التربوية، وتلك ظاهرة سلبية في العمل التربوي وتمثل مصدر قلق للباحثين في العلوم التربوية والاجتماعية وللإدارات التربوية، وهي في محصلة الأمر تشكل خطراً فعلياً على منظومة العمل التربوي

ساهم في ذلك أيضا ما نعيشه من واقع :
في ظل العولمة والتطور التقني لوسائل الاتصال الحديثة وأدوات التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل ثقافة القيل والقال ويسرت مهمة بث الأقاويل المغلوطة ونشر الأنباء غير الدقيقة والمسيئة لسمعة الأفراد والأسر والمجتمع، والتسويق للأفكار غير الموزونة التي تشكك في مصداقية ونزاهة الأشخاص ذوي المكانة والسمعة الرفيعة في المجتمع، إلى جانب تعمد نشر الشائعات المغرضة وتعميم ثقافة «الطأفنة» وإحاطتها بغلاف ديني لتيسير مهمة انتشارها وسرعة تحقيق أغراضها. وتسبب ذلك النهج في تهتك مقومات القيم المجتمعية وشيوع حالة الفوضى والصراع والانقسام الاجتماعي.
الكذب والنفاق ونشر وافتعال الحقائق الكاذبة وبث الأقاويل غير الدقيقة وغير المؤسسة والمرتكزة على عنصر الإثارة والنيل من سمعة الأفراد تمثل الصفة الرئيسة التي تميز هذه الظاهرة، وتشير حقائق واقع هذه الحالة إلى أنها شديدة الحضور والتفاعل المتواتر في أحداثها وسط الفئات الضعيفة تعليماً ومعرفياً.

عقوبة النميمة في الإسلام  وذمها :

حرمان النمام من الجنة وعرضته للعذاب :

- قال عليه الصلاة والسلام في الصحيح : عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنُمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ))  [2]
  ولقد قال تعالى : ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ الهمزة: الهمزة هو النمام،
    -  ولنتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم   »من أشاع على مسلم كلمةً يشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة. «
ولو صلى، ولو صام، ولو حج، ولو أدى زكاة ماله، ولو زعم أنه مسلم، لا يدخل الجنة،
 - وفي حديث آخر: عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ [3]
 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن الله لما خلق الجنة قال لها: تكلمي، قالت سعد من دخلني، فقال الجبار جل جلاله: وعزتي وجلالي لا يدخل فيكِ ثمانية نفر من الناس: لا يسكنكِ مدمن خمر، ولا مصر على الزنا، ولا قتات - أي نمام- ولا ديوس، ولا مخنث، ولا قاطع رحم، ولا الذي يقول: عليّ عهد الله إن لم أفعل كذا وكذا ثم لم يفِ بعهده -الذي يخلف بعهده-  [4]
أغلب عذاب القبر من النميمة :

   -   ويقال":  أنّ ثلث عذاب القبر من النميمة".

   النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة [5]
كيف نتعامل مع الخبر المنموم والنمامين :

   لو جاء أحدهم لك، وقال لكَ : ” يا فلان، إن فلان يقول عنك أنك كذاب، وأحمق، وانه لا يطيق أن يراك”.  سوف تثور ثائرتك من أجل هذه الكلمات، وسوف تعلن الحربَ على ذاك الشخص، لأن فلاناً، نقلهُ لك . . حتى إنك لم تتحرى الصحة فيما لو كان فلان صادقاً أو كاذباً . . متناسياً قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا!!
ها أنت تشرع الحرب بينك، وبين شخصٍ لم ترَ منه أي شيء. تشرع حرباً على شخصٍ ربما يكون بريئاً، ويكون فلان أراد أن يحصل كل هذه لتكرهه ويكرهك حقاً لاحقا.
·        أن نذكر ما لنا حقا من عيوب وأننا عرضة فعلا للنقص والخطأ :
ومن منا بلا خطيئة حتى لا نعطي للناس مجالا للحديث :
           -  والحكمة تقول: (من منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر).
    ولنكن على يقين، أن الزمان دول، وأن الدنيا محن، والحياة تجاربٌ ، وامتحاناتٌ وابتلاءات فلا نقسو على من زلت به القدم، فقد تزل أقدامنا، وفي الرمال والأوحال تغرق ، وليعلم الإنسان أن الزمان لا يستر على الإنسان مدى الدهر، ولا يجود عليه بالستر طول العمر فكل إنسان مع نفسه الأصدق، وبحاله هو الأعلم، وبأسراره هو الأدري، وبعيوب نفسه الأعرف.
فإن دورك قادم، ومن لحمك سيأكل، وعلى قبرك سيقف، واذا كنت من أمراء النميمة الكبار انه سيأتي يوما من يفوقك بالإثم وخاصة ممن تخرجوا من مدرستك الملوثة وسيسقيك من كأسا سم الزعاف ،ولشرفك سيلوث، ومن سمعتك سينال، وسيضيع اسمك، ويتوه مجدك السرابي الزائف ويتمزق حلمك، وتذروا الرياح ماضيك الاصفر ....
    -  وقال الحسن: من نمَّ إليك نمَّ عليك    

·        التوقف في الخبر والتمحص والتبين :
-  قيل لمحمد بن كعب القرظي: أي خصال المؤمن أوقع له؟ - تزل قدمه فيها- فقال: كثرة الكلام، وإفشاء السر، وقبول قول كل أحد.
-  قال مصعب بن الزبير: نحن نرى أن قبول السعاية شر من السعاية لأن السعاية دلالة والقبول إجازة
أجمل شيء بالمؤمنين التماسك والمحبة، كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "أحب أن أخرج لأصحابي وأنا سليم الصدر عنهم".
فالأجدر هو الاحتفاظ بالموقف، ليكن لديك وُسع أفق وأن تكون لديك ذاكرة دائمة خاصة بتخزين هذه المواقف، والاحتفاظ بها، لحين استواء “الطبخة“، وحينما يأتي الموقف المُناسب، أو كما نقول “الشعرة التي قصمت ظهر البعير” يمكنك أن تعبر بكل ما فيك من قوة عن مشاعرك تجاه هذا الشخص.
وتأكد تماماً أن الكلام الذي قِيل عنك فِي الخفاء هو كلام لم يكن يجدر بكَ أن تسمعه؛ لذلك إذا سمعت أن أحدهم قد تكلم فِيكَ ... لا تكرهه، ولا تعاملهُ بما سمعتْ . . عامله طبيعياً جداً، حِفاظاً على كرامتكْ، وماء وجهكَ، وحفاظاً على سمعةِ من أخبركَ، وإلا ستكون سبباً في فراق هذا الشخص، وفراق من أخبرك.

   -   وكلنا يعلم قصة الإمام الشافعي (القصة فيما معناها، وليست هي تماماً)، جاء رجل إلى الأمام الشافعى فقال له فلان يذكرك بسوء .. فأجابه الشافعى : إذا صدقت فأنت نمام … و إذا كذبت فأنت فاسق، فخجل و انصرف.

عَامل الناس بما ترى منهم، وليس بما سمعت عنهم فأنت لا تعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور.

·        لماذا لا نعامل الاخبار وناقليها مثل منهج المحدثين في قبولها والجرح والتعديل في الرجال ؟
-      قال رجل لعمرو بن عبيد: إن فلانًا ما يزال يذكرك في قصصه بشر.
فقال له عمرو: يا هذا، مارعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعمنا، والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله تعالى يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.

-    روى عن عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ أنّه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات: من الآية 6]، وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية: {همَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [سورة القلم: 11] ، وإن شئت عفونا عنك؟ فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا.

·        أن لا تعطى الفرصة للنمامين بالفرار دون عتابهم ولومهم :
-  وعن علي رضي الله عنه أن رجلاً سعى إليه برجل فقال: "يا هذا نسأل عما قلت فإن كنت صادقاً مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أن نقيلك أقلناك، فقال: أقلني يا أمير المؤمنين".


La siguiente es una jutba, es sobre la prohibición de la calumnia (الغيبة) y el hecho de llevar palabras de uno al otro para sembrar cizaña entre ellos (النميمة) que utilicé en una Jutbah de Yumu'a.
¡Siervos y siervas de Allah¡Temed a Allah el Todopoderoso en el cumplimiento de lo que Él les ha ordenado ; y apartaos de que lo que Él ha prohibido.
   Dad importancia a lo que Allah ha hecho sagrado. Respetad el honor de vuestros hermanos y defendedlos como defendeis vuestro honor, sin duda, aquel que defiende el honor de su hermano, Allah rechazará el fuego del infierno de su rostro el día de la resurrección.
¡Musulmanes y musulmanas! Dos enfermedades graves se han extendido entre la gente que muchas personas subestiman y consideran insignificantes. Una de estas enfermedades es la calumnia, y es el hecho de que una persona nombre a su hermano en términos que no le agrada, ya sean actos o una descripción. Tu ves que la mayor preocupación de aquel que murmura cuando está en una reunión, es atacar la reputación de los siervos de Allah, como si estuviera encargado de seguir y propagar sus defectos aparentes y ocultos. Y aquel que se empeña en seguir y propagar los defectos aparentes y ocultos de la gente, Allah le enviará a alguien que le seguirá y le propagará sus defectos.
También es desconcertante ver que las personas que calumnian dicen sobre sus hermanos lo que no saben. Si les preguntas y les dice: "¿Puedes declarar en contra de él en lo que dices? "(Por ejemplo, en los tribunales), él responde: "Yo no declaro." ¿Acaso no temen a Allah? ¿No teme a Allah aquel que dice lo que no sabe? ¿No sabe que él no pronuncia una palabra sin tener con él un observador listo para registrarle?
  - No sabe que Allah dijo: " Y no persigas aquello de lo que no tienes conocimiento pues es cierto que del oído, la vista y el corazón, de todo ello, se pedirán cuentas. . " (Sura 17 versículo 36)
    No sabe, que aquel que dice sobre sus hermanos lo que no sabe si es verdad, ¿no sabe que pronto será interrogado sobre cada palabra pronunciada? Él no aceptaría que se ensucie su honor, entonces ¿cómo puede aceptar de sí mismo ensuciar el honor de la gente? ¿No teme que Allah le descubra en este mundo antes de descubrirle en el más allá?
¡Musulmanes y musulmanas! Es desconcertante ver que entre los que son probados por el hecho de cometer esta injusticia hacia el honor de sus hermanos musulmanes, es desconcertante ver que entre ellos, se encuentran personas que son asiduas en el cumplimiento de la oración y llegan los primeros, y son rectos en el resto de sus obras. Pero, ellos ofrecen estas buenas obras, ellos les ofrecen gratuitamente a aquellos sobre los que hablaron mal, porque ciertamente, el hecho de calumniar a sus hermanos equivale a ofrecerles sus buenas obras. Si no son inocentes o si no te perdonan, ellos tomarán de tus buenas obras. Si tus buenas obras se han agotado, se tomarán de sus malas acciones y se te inscribirán, luego serás arrojado al infierno!


la Namima, y es el hecho de enemistar y desunir a la gente trayéndole palabras de unos sobre otros. La persona va a ver a otro y le dice: "Fulano de tal ha dicho esto y lo otro sobre ti. "Hasta que enemista y desune a la gente y pone hostilidad entre ellos. Y puede ser que mienta en lo que informa, él habrá cometido a la misma vez calumnia y Namima.
Lo que es obligatorio a aquel que es informado de alguna palabra de otro sobre él, es de reprenderle a aquel que lo haga, prohibirle de actuar así, de advertir contra él y terner ciudado él mismo de esta persona que le trae palabras de la gente, porque sin duda, aquel que te trae palabras de la gente le llevará tus palabras. Puede incluso que se lleve de tí lo que nunca has pronunciado.
  - Allah, Glorioso y Majestuoso, dijo: Pero no obedezcas a ningún vil jurador, difamador que extiende la maledicencia, " (Sura 68 versículos 10-11)
El Profeta, la paz y las bendiciones de Allah sean con él, dijo: "Quien cometa Namima no entrará al Paraíso. " Además, el Profeta, la paz y las bendiciones de Allah sean con él, pasó junto a dos tumbas, cuyos ocupantes se encontraban en proceso de ser castigados. Él dijo entonces: "Uno de ellos cometió Namima. En cuanto al otro, no se preservó de su orina."
¡Así que tened cuidado, musulmanes y musulmanas, a la difamación y a la Namima! Porque por estos dos males, se degrada la religión y la vida en este mundo, la sociedad se desorganiza, la hostilidad y el odio se extienden, ocurren desastres y calamidades. Estas son las provisiones de todo desocupado y de la pérdida de tiempo con "habladurías."





[1]  متفق عليه.

[2]  مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ ]
[3] ) متفق عليه عَنْ هَمَّامٍ  والقتات هو النمام،
[4]  الغزالي عن ابن عمر رضي الله عنهما ]
[5]  متفق عليه .
تابع المشاهدة...