martes, 16 de septiembre de 2014

وضع حاجز بين مسجد النساء والرجال

0 comentarios

الاتباع والشرع والبعد عن الهوى :

الأصل تحكيم الشرع وتقديمه لا تقديم العادات والتقاليد :
أننا لسنا ملزمين بتبرير ما يقع في مجتمعنا من أفعال، ولنملك القدرة على الصدع بالحق حتى ولو كان ذلك مألوفاً لدينا، ولو قام كل شيخ، أو طالب علم، بتبرير ما يقع في مجتمعه من أفعال، لطمست السنن، ولما أنكرت البدع.

ولما نزلت الآية: {{فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ}} [النور: 13] ، قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: يا رسول الله، أجده على امرأتي، وأذهب لآتي بأربعة شهود!! والله لأضربنه بالسيف غير مصفِّح، يعني أضربه بحد السيف لا بجنبه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «ألا تعجبون من غيرة سعد؟! والله إني لأغير من سعد، والله أغير مني».[1]
 ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن سبحانه وتعالى.

جئنا بهذا الحديث لبيانأ الغيرة الشخصية والعادات القبلية والمالوفات الاجتماعية لا بد أن تساير شرع الله تعالى .

الحديث عن مشاركة المرأة في الحياة العامة .
قال القرضاوي : أن مصطلح الاختلاط أساساً مصطلح دخيل على ثقافتنا الإسلامية، لم ينشأ إلا في عصور الانحطاط والتخلف، وأن المرأة في السابق كانت تلقى الرجل في الحياة العامة مشيراً إلى كتاب عبد الحليم أبو شقةتحرير المرأة في عصر الرسالة” حيث سرد مئات الوقائع التي تدل على مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية. ولكن هناك مصطلح “لقاء الرجل بالمرأة” حيث بوب البخاري الكثير من الأبواب التي تدل على هذا.

ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام.
مشكلتنا كما ذكرت وأذكر دائمًا أننا في أكثر القضايا الاجتماعية والفكرية، نقف بين طرفي الإفراط والتفريط، وقلما نهتدي إلى " التوسط " الذي يمثل إحدى الخصائص العامة والبارزة لمنهج الإسلام ولأمة الإسلام. 
والناظر في هذا الهدي يرى أن المرأة لم تكن مسجونة ولا معزولة كما حدث ذلك في عصور تخلف المسلمين.

في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها : 
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين: 
فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُـضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْـضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31.

2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم:  الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:
أ - في الكـلام، بحـيث يكـون بعيدًا عن الإغـراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32). 
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يـضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكـون كالتي وصفها الله بقوله: (فجـاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25). 
4 ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال. 
5 ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب. 
وخصـوصًا إذا كانت الخلـوة مع أحـد أقارب الـزوج، وفيه جـاء الحـديث: " إياكـم والدخـول على النسـاء "، قالـوا: يا رسـول الله، أرأيت الحَمْـو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد. 
6 ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.


كيف كان النساء يصلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم :

عدم منع النساء من المسجد .
فلقد كان النساء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجن للصلاة

-  قول النبي صلى الله عليه وسلملا تمنعوا إماء الله مساجد الله. [2]
  - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :[3] قال بعض العلماء: إن هذا الحديث نهي، والأصل في النهي التحريم، وعلى هذا فيحرم على الولي أن يمنع المرأة إذا أرادت الذهاب إلى المسجد لتصلي مع المسلمين وهذا القول هو الصحيح . 

  - ويدل لهذا أن ابن عمر رضي الله عنهما لما قال له ابنه بلال حينما حدث بهذا الحديث " والله لنمنعهن" .[4]    لأنه رأى الفتنة وتغير الأحوال .
فلما قال ( ولله لنمنعهن ) أقبل إليه عبدالله فسبه سبا شديدا ما سبه مثله قط وقال له : أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تمنعوا إماء الله » وتقول : والله لنمنعهن ! فهجره لأن هذا مضادة لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أمر عظيم وتعظيم كلام رسوله عند السلف لا يماثله تعظيم أحد من الخلف وهذا الفعل من ابن عمر يدل على التحريم ...

Ø     لكن هناك الكثير من الضوابط التي يجب مراعاتها وتحتاج إلى موضوع خاص

أحاديث صلاة المرأة في بيتها خير لها أو في قعر بيتها :

·        شكّك ابن خزيمة في صحة كل أحاديث الباب. فقد قال في صحيحه (3\92): «باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد، إن ثبت الخبر![5]

     وقال بعدما ذكر أساب ضعف الاحاديث من جهة إسنادها :[6] وهذه الأحاديث كلها ضعيفة جداً أو موضوعة، لا يصحّ منها شيءٌ أبداً. ولو فرضنا صحة واحدٍ منها، فهو متعارضٌ بصراحة مع النصوص المتواترة الصحيحة الثابتة في خروج النساء إلى المساجد وإقرار رسول الله r لهنّ، والخلفاء الراشدون من بعده.

 *   فيلزم على طريقة الشافعية الجمع بين النقيضين، فيحمل تفضيل صلاة المرأة في منزلها على صلاة النافلة. وقد أخرج البخاري و مسلم في صحيحيهما حديث: «فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته، إلا الصلاة المكتوبة». أما الصلاة المكتوبة فلا ريب أنها صحيحة.

*    أما عند المالكية فهو منسوخٌ بإجماع أهل المدينة أيام الخلفاء الراشدين على خروج المرأة إلى المساجد.

 *    أما عند الأحناف فهذه الموضوعات التي يحتجون بها لا تعدو في أحسن الأحوال أن تكون خبر آحاد مخالفٍ للحديث المتواتر، ولعمل جمهور الصحابة. وهو في أمرٍ عمّت به البلوى. فلا ريب أنه يكون منسوخاً.

v    وذكر بن حزم في المحلى :
                                                                                                                                                                           
- روينا من طريق عبد الرزاق (ثقة) عن سفيان الثوري (ثبت) عن هشام بن عروة (ثقة): أن عمر بن الخطاب أمر سليمان بن أبي حثمة أن يؤمّ النساء في مؤخر المسجد في شهر رمضان.

-  وعن عبد الرزاق (ثقة) عن معمر (ثبت) عن الزهري (ثبت فقيه): أن عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل كانت تحت عمر بن الخطاب، وكانت تشهد الصلاة في المسجد، وكان عمر يقول لها: «والله إنك لتعلمين أني ما أحب هذا». فقالت: «والله لا أنتهي حتى تنهاني». قال عمر: «فإني لا أنهاك». فلقد طُعِنَ عمر يوم طُعِنَ وإنها لفي المسجد.
   * قال ابن حزم: ما كان أمير المؤمنين يمتنع من نهيها عن خروجها إلى المسجد لو علم أنه لا أجر لها فيه. فكيف لو علم أنه يحطّ من أجرها ويحبط عملها؟! ولا حجة لهم في قوله لها: «إني لا أحب ذلك». لأن ميل النفس لا إثم فيه.
               وأضاف : «ولو رأى عمر صلاتها في بيتها أفضل، لكان أقَلَّ أحوالِهِ أن يَجْبُرَهَا بذلك، ويقول لها: "إنك تدَعين الأفضل وتختارين الأدنى، لا سِيَّما مع أني لا أحب لك ذلك". فما فعل! بل اقتصر على إخبارها بهواه الذي لا يقدِرُ على صَرفه.

وجود المرأة خلف الرجال بدون حاجز ورؤيتهم للرجال :
v   في الصلاة :
·         وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باباً فقال باب صلاة النساء خلف الرجال وذكر فيه:

           -   وجاء فيه  حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سليم فقمت ويتيم خلفه وأم سليم خلفنا.

           -  حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيراً قبل أن يقوم.

 *  قال: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال. انتهى.

·        ويدل عليه أيضاً حديث مسلم عن سهل بن سعد قال: لقد رأيت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم مثل الصبيان من ضيق الأزر خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال قائل يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال. انتهى.

   - قال النووي رحمه الله: معناه لئلا يقع بصر امرأة على عورة رجل انكشف. انتهى.

-  عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري‏:‏ ‏(‏عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن لكي يثوب الناس ويجعل الرجال قدام الغلمان والغلمان خلفهم والنساء خلف الغلمان‏)‏‏.‏

v   في التعلم  :

·        وقد كانت الصحابيات رضوان الله عليهن يخصهن الرسول صلى الله عليه وسلم بدروس كذلك. فكن يأتين للمسجد لهذا الغرض، عدا الصلوات الخمس والجمع. ومع ذلك لم يضع حاجزاً.

-  فعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ الخ....[7]
 
      * قال الشيخ ابن باديس في مجالس التذكير "ان الرجال يلازمون النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- فيحيطون به للتعلم فلا يستطيع النساء مزاحمتهم عليه، وكنّ يجلسن في آخر صفوف المسجد، فإذا تحدث النبي- صلى الله عليه وسلم- بالعلم بعد الصلاة لا يتمكنَّ من كمال السماع، وكانت لهن رغبة في العلم مثل الرجال، إذ كلهن يعلمن أنهن مكلفات بأحكام الشريعة مثلهم
  فالحديث يدل على ان الأصل مشروعية حضور المسجد لتلفي العلم من الرجال والنساء معا في وقت واحد فلم يصدر الفصل من النبي ابتداء بل استجابة لطلب النسوة تقديرا لان لهم أسئلة خاصة لا يريدن للرجال سماعها او تقديرا للعرف والعادة بدليل انه قبل طلبهن كان يجمعهن مع الرجال لتلقي العلم في وقت واحد ومكان واحد.

 -  وثبت في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام جمع الرجال والنساء في المسجد ليحدثهم بحديث تميم الداري لاحظوا جمعهم معاً فقد روى مسلم وانقل الشاهد منه "سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ"... .
إذا متى بدأ الحديث ومتى استحدثت هذه الحواجز :
قال الدكتور موراني: أود أن أشير الى أن ما جاء في كتب القدماء فلا إحالة فيه على حاجز ما من قريب أو بعيد بما في ذلك:
  -   البيان والتحصيل لأبي الوليد بن رشد
  -  والنوادر والزيادات لابن أبي زيد اللذان لخصا ما جاء عند المالكيين والمدنيين في هذه المسائل تلخيصا حسنا.
ربما يدخل ذكر الحاجز على هذا الأساس من باب (المحدثات) نظرا الى أنه لا ذكر له عند القدماء.

  - جاء في كتاب (جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام) المشهور بفتاوى البرزلي 1/ 391 - 392 (وللنساء عادة أنهن يصلين في الجامع، وفي سقائفه، ويكثر الناس يوم الجمعة، فربما اتصلت صفوف الرجال بالنساء، وربما خالط بعض النساء الرجال، واتفق رأي القاضي وبعض الشيوخ على أن تجعل مقصورة في بعض السقائف منه للنساء، وتثبت للسترة بالآجر، ويصلي النساء فيها في أوقات الصلاة، فقام محتسب من طلبة العلم، وقال: لا يحدث في الجامع ما لم يكن فيه قديما حتى يستشار أهل العلم ...
       فأجاب - أبوالحسن اللخمي رحمه الله - ... وإذا كان الموضع الذي تصلي النساء فيه للرجال إليه حاجة، ولو لم يسبقه النساء لصلى فيه الرجال لم يبن هناك شيء، ومنع النساء الإتيان، والرجال أحق به، ولو لم يضق على الرجال، ولم يحتاجوا لذلك الموضع كان بناء سترة بينهم وحاجز حسنا).

        - قال موراني: يتبين من خلال الفتوى أن الحاجز وغيره لم يكن العادة , بل الاستثناء. أما اللخمي (ت 478) فهو تقريبا آخر علماء القيروان قبل هجوم بني هلال , صاحب التبصرة. وجدير أن يذكر أن اللخمي لا يحيل الى الأقدمين في هذه المسألة.
لماذا لم يضع الرسول عليه الصلاة والسلام حاجزا بين الرجال والنساء  :
يبقى النظر المهم جداً هنا، هو " هل سكوت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعدم أمره بوضع هذا الفاصل دليلٌ على أنه مستحدث، ولا حاجة له، وقد يدخل في باب البدع؟؟

ما هي المقتضيات لوضعه ؟
قالو لم توجد المقتضيات والدواعي لوضعه وذلك أن :
طهارة جيل الصحابة:
إلا انه معارض بأنه قد ورد ما يدل على قيام المقتضى؛ كوجود منافقين ومرضى قلوب لا يؤمن نظرهم للنساء... وكان المسجد تأتيه الوفود من غير المسلمين بل ومن النصارى كذلك. وكان في المدينة ا فساق يؤذون النساء بالليل. وقد سيطر الفسقة على المدينة لفترة بعد أن قتلوا عثمان رضي الله عنه. وأموا الناس في الصلاة. ولم يقل أحد بوجوب وضع الحاجز، ولا حتى بعد حين.

·       كما ورد في سبب نزول قوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} ...

    يدل عليه حديث ابن عباس عند الترمذي وصححه الألباني. قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ.

·        وينظر أسباب نزول آية الحجاب في سورة الأحزاب.

·        ويراجع قوله تعالى {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}

·        أن بعض المفسرين فسر قوله تعالى: ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض ...) فسر الذين في قلوبهم مرض بالزناة.


عدم الاختلاط الموجود كما في هذه الأيام من ازدحام المساكن، والمساجد..
فهذا المقتضى كان موجودا فإمكان الاختلاط موجود ولهذا كان الرجال يتأخرون في الخروج ..

-  أخبرت أم سلمة أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال) [8]

·        ويتجاوز هذا بوجود باب للنساء، ولقد كان ذلك من قبل :
-  حدثنا عبد الله بن عمرو وأبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات .[9]
منع رؤية النساء للرجال، وخاصة إذا كان انكشاف العورة ممكنا.
وأما رؤية النساء للرجال وخاصة مع إمكانية كشف العورة فهذا موجود هذا ظاهر في الحديث الذي سبق ذكره.
ابتعاد الإمام وغالب المصلين عن الأطفال، إذ الأطفال في الغالب مع النساء ووجود هذا الساتر، يمنع من دخولهم على الرجال، كما يجنب الرجال إزعاج الأطفال.

وأما مشكلة الأطفال التي يتذرع بها بعض الإخوة فهي موجودة أيضا ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام  يخفف الصلاة عند سماع صياح الطفل، ووضع الأطفال في المسجد النبوي معلوم معروف.

منع فتنة الرجال بالنساء.
وبنظرة عجلى نعرف أن أوضاع النساء تغيرت ولا يمكن لأحد أن يقول إن النساء اللاتي يشهدن الجماعة الآن كالصحابيات...

- وهذا المقتضى تنبهت له عائشة رضي الله عنها، وقد قالت ( لو رأى النبي  صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل). [10]

ولهذا يظهر أن وضع هذا الساتر يدور مع هذا المقتضي وجودا وعدما...

- وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير صفوف الرجال أولها وشرها  آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها " . [11]

وفي هذا الحديث بيان إلى دفع الفتنة عن النساء التي يمكن أن تحصل في المسجد .

وقد يجاب على هذا ب :
·        من يريد أن يرى حال المسلمين اليوم، فلينظر في المسجد الحرام كيف تصلي النساء خلف الرجال دون حواجز و لم يحصل ما قيل في الجواب ولله الحمد.

·        ان غالب من يأتون إلى المسجد لا تسوقهم إليه أغراض شيطانية ، والظاهر أن المسلمين عدول والمسلمات شريفات ولا يجوز لأحد إتهام أحد أنه يأتي الى المسجد من أجل الفتنة أو المس بالأعراض .!!

·        أنه إذا كانت هناك حالات يظهر من خلالها ان بعض الناس مفتونين في دينهم فلقد كان كذلك في مسجده صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بوضع فاصل.

o       حول حديث عائشة السابق :

·        أن قول عائشة يضعف الاحتجاج به لأنه لو كان فساد نساء زمانها موجبا لمنعهن لمنعهن الصحابة الكبار والخلفاء الراشدون المهديون أو لتنبهو إليه وهم في مقام المسؤولية والمتابعة .

·        ومن ثم فلو كان فسادهن واقعا حقيقة كما تقول  لكان ذلك موجبا لوضع الفاصل في المسجد لتحقق وجود مقتضى الفتنة ، فقد كثر المنافقون وفسدت النساء فلماذا لم يوجدوا فاصلا أو حاجزا ...
                              فقولها هذا دليل لمن يرى عدم  الفاصل لا غيره .

·        ويجاب على حديث خير صفوف الرجال ...

    -  قال النووي رحمه الله: ...صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال، خير صفوفهن أولها وشرها آخرها.

·        أن غالب من يدافعون عن وجود الحاجز يفعلونه بنية قبلية محضة وعقد اجتماعية موروثة وليس من باب الغيرة الدينية حيث أن نساءهم أنفسهم تجدهن في الأسواق مختلطات بين الرجال وفي الأماكن العمومية وفي الإدارات حيث تنعدم الضوابط الأخلاقية – خاصة في بلاد غربية-  مع توفر كل هذه الضمانات في المساجد .

هل قامت الموانع دون تحقيقه ؟
ضيق المسجد النبوي.

1.     عدم وجود الأموال اللازمة لبناء هذا الساتر. ويرد على ذلك :

·        أنه لو كانت قلة المال هي المانعة، لبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول، كما بين لماذا لم يعيد الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام
·        أن المال قد فاض واتسع في زمن الخلفاء و زمن بني أمية بل كان الوليد بن عبدالملك - رحمه الله - مولعا بالإنفاق على تشييد المساجد. ومع ذلك لم يكن لهذا الحاجز أسأس.
·        فالأولى المنع من ذهابهن للمسجد. إن كانت المساجد صارت لهذه الدرجة.
2.   قال بعضهم: لضيق المسجد النبوي لم يوضع !!وهذا كلام باطل حيث ان الضيق اوجب لوضع حاجز لانه ادعى للاختلاط بخلاف المسجد الواسع
*   وبعضهم اشترط أن يكون المسجد واسعا للسماح للنساء بالصلاة خلف الرجال دون حاجز والجواب عليه ان بما سبق 
من الناحية الفقهية :

– اشتراط رؤية الإمام للمأموم –
اشتراط رؤية المأموم للإمام أو آخر المأمومين قال به جمع من العلماء
حيث إن الراجح - والله أعلم - إن المأموم لا بد أن يرى الإمام، أو من يقتدي بالإمام، ولا يجوز الاعتماد على المتابعة بالصوت فقط إلا عند الضرورة القائمة، وأما جعل ائتمام النساء بالإمام على هذه الصورة بصورة دائمة؛ ففيه تفويت لشرط من شروط الائتمام.

   - جاء في الموسوعة الكويتية :  يشترط لصحة الاقتداء أن لا يكون بين المقتدي والإمام فاصل كبير وهذا الشرط محل اتفاق بين فقهاء المذاهب في الجملة، وإن اختلفوا في بعض الفروع والتفاصيل[12] 
   ولم يفرق المالكية، وهو رواية عند الحنابلة بين ما إذا كان الجدار كبيرا أو صغيرا، فقالوا بجواز الاقتداء إذا لم يمنع من سماع الإمام أو بعض المأمومين أو رؤية فعل أحدهما.

و يشترط لصحة الاقتداء أن يجمع المقتدي والإمام موقف واحد، إذ من مقاصد الاقتداء اجتماع جمع في مكان، كما عهد عليه الجماعات في الأعصر الخالية، ومبنى العبادات على رعاية الإتباع فيشترط ليظهر الشعار. وللفقهاء في تطبيق هذا الشرط تفصيل.

و يشترط في الاقتداء علم المأموم بانتقالات الإمام، بسماع أو رؤية للإمام أو لبعض المقتدين به، لئلا يشتبه على المقتدي حال الإمام فلا يتمكن من متابعته، فلو جهل المأموم أفعال إمامه الظاهرة كالركوع والسجود، أو اشتبهت عليه لم تصح صلاته، لأن الاقتداء متابعة، ومع الجهل أو الاشتباه لا تمكن المتابعة، وهذا الشرط متفق عليه عند الفقهاء.

وقد ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أنهم إذا صلوا وبينهم وبين الصفوف حائط من غير حاجة بحيث لا يرون الصفوف ولكن يسمعون التكبير فإن صلاتهم غير صحيحة في أظهر قولي العلماء.

·        اكتفى الكثير من الفقهاء بسماع الأموم لامامه لصحة الاقتداء كما هو الحاصل اليوم عند وجود مكبرات :
ونقول ان هذا – بالتجربة- والممارسة تاكد  بطلانه .حيث ان مجرد الصوت لا يعبر عن حركات الامام اذ هو مجرد تكبير ،فاذا ما سهى الامام في صلاته بزيادة او نقصان اختلط على النساء الامر وضاعت متابعتهم ..ثم إذا ما توقفت المكبرات عن العمل وقع ما هو أعظم.
فيظهر أن المقصود -والله اعلم - من عدم وجود حاجز هو صحة المتابعة والاقتداء بالامام حيث لا تتم إلا بالرؤية للامام أولآخر صف من صفوف المأمومين...

إذ كان الحجاب – عندهم – أن تخاطب المرأة الرجل من وراء حجاب

ومع ذلك لم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحجاب في المسجد فدل على أن المخالفة هنا مقصودة، وأن الحجاب المأمور به في القرآن لا يشمل المسجد ...

لم يبق إلا النظر من ناحية المصلحة المرسلة .
فالقول بالإيجاب بدعة.
وهناك فرق بين الاستحسان الشخصي وبين التشريع أي جعله مستحباً أو واجباً. وقد نص الإمام الشافعي في كتابه الأم على أنه لا يجوز لأحد أن يشرّع بالاستحسان.

هل الفاصل يعد من باب المصالح المرسلة أو الاستحسان ؟

وجهٌ عند من قال باعتبارها من المصالح المرسلة ومناقشة ذلك :

* أولا : أننا لا نجد نصاً يعتبرها، ولا نصاً يُلغيها، وضابط المصلحة متوفر فيها.
-         أما عدم وجود نص يعتبرها؛ فإننا لم نقف على نص يأمر بوضع هذا الحاجز، أو الفاصل.
وكذا لم نجد نصاً ينهى عن وضعه.
-         وأما كون ضابط المصلحة المرسلة متوفر فيها، فإن الراجح من أقوال العلماء: أن باب المصالح المرسلة يُعمل به في المعاملات، والعادات، ولا دخل له في باب العبادات، والمُقدرات.
ولا شك أن مسألتنا هنا في باب العادات، والتحسينات.
* ثانيا: أننا لا نجد في وضع الفاصل، أو عدم وضعه مصادمة للنصوص الشرعية، أو الإجماعات المعتبرة.

* ثالثاً: أنه ليس في وضع الفاصل تفويت لمصلحة أهم منها، بل ولا مساوية لها.
فهنا تقرر أن هذه المسألة من باب المصالح المرسلة!

قال في المراقي بعد بيان الخلاف في اعتبار المصالح المرسلة:
نقبله لعمل الصحابة ***** كالنقط للمصحف والكتابة
تولية الصديق للفاروق **** وهدم جاز مسجد للضيق
وعمل السكة تجديد الندا **** والسجن، تدوين الدواوين بدا

فهذه أمثلة لاعتبار العلماء للمصالح المرسلة. والكثير من الأمثلة المحدثة اليوم من الوسائل المعينة على تحقيق المصلحة مثل : المئذنة ، المكبرات ....

بيان الخلاف بالقول بالمصالح المرسلة بين العلماء :

القول  بالمصالح المرسلة مسألة خلافية بين العلماء. ولا يكاد يقول بها بإطلاقها إلا المالكية. وقد شنع ابن حزم عليهم كثيراً بسببها.
·        وحسب اطلاعي لا أعلم أن الإمام مالك (القائل بها) قد أوجب وضع حواجز في المساجد.
وهذا غير المآذن ومكبرات الصوت، لأن هذه ليست إلزامية أصلاً. ولا نتعبد بها. ولا خلاف في أن المسجد الذي ليس فيه مكبر صوت، الصلاة فيه صحيحة.

                   بعض المصالح المعتبرة واقعا تجعلنا مع وضع حاجز يمكن المرأة من رؤية صفوف الرجال
1.     عند انقطاع الصوت وكثيرا ما تقع هذه المشكلة، تقع النساء في حيص بيص، فلا يعرفن ما الذي يفعلنه، ويغلب على النساء الجهل بهذه الأحكام لأنهن لسن من أهل الجماعة.
2.     من ذلك عدم متابعة الإمام في سجود التلاوة. ولذلك قام بعض الأئمة ببدعة أخرى في ظني وهي التنبيه والإعلان قبل الصلاة أن هناك سجدة تلاوة سيسجد فيها، حتى لا تضطرب صلاة النساء
3.     أن تعلمَ أحكام الصلاة من خلال رؤية المأمومين للإمام، أو رؤيتهم للمأمومين الذين يرون الإمام مقصدٌ شرعي، وهو من حكم مشروعية صلاة الجماعة، وهذا المقصد تحرم منه النساء بسبب هذا الحاجز.
4.     ومن ذلك أيضا أن النساء اتخذن هذه المصليات بعد الصلاة كمجلس للتلاقي والسمر.
5.     ومن ذلك أن رؤية الخطيب  أو المتحدث هو أدعى للإنتباه والمتابعة بخلاف وجود الحاجز العازل .
6.     زيادة على أن مساجدنا في الغرب هي عبارة عن مؤسسات تعليمية تربوي ثقافية ...والكثير من الأنشطة زالبرامج التي تعقد في المسجد يحرم النساء من متابعتها وكأنهم غي معنيين بالأمر .
7.     الجدار العازل يحسس المرأة أنها منبوذة  ومهمشة وبعيدة عن المكان الفاعل والمؤثر .



[1]  أخرجه البخاري في الحدود/ باب من رأى مع امرأته رجلاً فقتله
[2] متفق عليه
[3] في الممتع 4/284: 
[4] رواه مسلم .
[5]  وهذه الجملة لا أراه يستعملها إلا مع الأخبار الضعيفة، علماً أنه متساهل في التصحيح والتوثيق).
[6]  على الرابط http://www.islamport.com/b/4/aammah/%DF%CA%C8%20%DA%C7%E3%C9/%C3%D1%D4%ED%DD%20%E3%E1%CA%DE%EC%20%C3%E5%E1%20%C7%E1%CD%CF%ED%CB%201/%C3%D1%D4%ED%DD%20%E3%E1%CA%DE%EC%20%C3%E5%E1%20%C7%E1%CD%CF%ED%CB%201%20199.html
[7] عند البخاري في الصحيح
[8] البخاري
[9] أبو داوود في السنن
[10] رواه البخاري ومسلم
[11] رواه مسلم .
[12] – ما ذكر أسفله يختص بالفاصل داخل المسجد  وهو ما يهمنا ذكره في الباب – واقترصنا على المالكية في ذلك


0 comentarios:

Publicar un comentario